حسين الديماسي يكشف مظاهر تورط الترويكا في الأزمة الراهنة

كشف وزير المالية السابق في حوار أجرته تونس الرقمية معه بأنّ الحكومة السابقة ساهمت في تعميق الازمة الإقتصادية الحالية من خلال عدم إنسجام و تناسق بين الوزراء في إتخاذ القرارات خاصة إزاء قطاع المناجم الذي مازال “مشلولا” إلى حدّ اليوم، بمعنى انه لا يساهم في دفع الحركة الإقتصادية لأنّ إنتاج القطاع في 3 سنوات لا يتعدى ثلث الإنتاج العادي حيث ينتج قطاع الحوض المنجمي حوالي 4.8 مليون طن سنة 2010 و في المقابل فإنّ الإنتاج السنوي الحالي لا يتعدى 3.2 وقد أثّر هذا الشلل على الإقتصاد سواء من ناحية عائدات الصادرات و الميزانية أيضا.
و أضاف و زير المالية السابق الديماسي بأنّ الحال إذا إستمر على هذا النحو فإنّ البلاد ستشهد وضعا كارثيا سيكون له تداعيات على جميع القطاعات خاصة على ” قفة ” التونسي .
كما بيّن محدثنا بانّ الإقتصاد منذ بداية ال”إنتفاضة ” كما أسماها مصاب بوهن و شلل و ركود ومما زاد الوضع تعقيدا انّ حكومتي الجبالي و العريض لم تعملا على تحسين الوضع او حتى تلطيفه بل كان التوجه في تلك الفترة نحو تعزيز القواعد الشعبية للأحزاب التي كانت في الحكومة من اجل كسب ودّ ناخبيها عندما كان الحديث عن فترة إنتقالية واحدة ستجرى بعدها الإنتخابات الرئاسية مشيرا إلى انه في تلك الفترة كان هاجس الحكومة الوحيدة هو الدعاية السياسية و الخطابات الجوفاء دون تكليف نفسها إتخاذ اي قرارات جدّية في أي قطاع مهما كان .
و أكّد الديماسي بانّ حزب النهضة كان وراء احداث السفارة الأمريكية و بث العنف في البلاد و التشجيع عليه .
و ذكر بانّ حكومة الجبالي ساهمت في خلق كارثة عظمى على مستوى نفقات الدولة لأنها لم تعزّز الموارد الجبائية بل سعت إلى تضخيم النفقات عوض الحدّ منها من خلال الإضافات العشوائية المتمثلة في الإنتدابات صلب المؤسسات العمومية و الزيادة في الاجور التي كانت حمل ثقيل على الدولة و الميزانية .
و قال الديماسي بانه وقع إنتداب حوالي 130 الف شخص من بينهم المتمتعين بالعفو التشريعي العام خلال 3 سنوات أي بمعدل 30 الف شخص كل سنة مشيرا إلى انه في السنوات العادية تم إغنتداب حوالي 9 آلاف شخص سنويا او 10 آلاف كأقصى حد حيث تضاعف الإنتدابات إلى 3 أضعاف موضحا بانّ جل الإنتدابات عقيمة و جزء كبير منها كانوا من انصار حركة النهضة بالإضافة إلى تسوية وضعية عمال المناولة التي بدورها أرهقت ميزانية الدولة محمّلا المسؤولية إلى إتحاد الشغل و الاحزاب الذين ضغطوا على الشارع التونسي و على الطبقة الشغيلة من اجل المطالبة بالزيادات دون الوعي بخطورة الوضع الذي ستصل إليه البلاد بعد مدة وجيزة و خير دليل ما تعيشه البلاد اليوم .
كما إتهم وزير المالية السابق حكومة الترويكا بالتلاعب بنفقات الدعم من خلال جملة من الإجراءات التي تم إتخاذها في تلك الفترة بخصوص قانون التمالية التكميلي لسنة 2013 أكّد الديماسي أنّ الحكومة لم تحترم إجراءات تخفيض الدعم عن المحروقات و الطاقة تدريجيا سنة 2013 بداية من شهر افريل و هو ما رفضته الحكومة و خيرت تاجيل الدخول في تنفيذ هذه الإجراءات لتجنب التصادم مع مصالح عدة احزاب و نقابات لكنّ الحكومة الحالية مجبرة على تنفيذ هذه القرارات لكن بصورة أسرع و اكثر حدّة و ستكون أليمة سواء من ناحية الدولة او تبعاتها على المواطن من خلال إلتهاب الأسعار سواء في المواد الغذائية او المحروقات.
و اوضح في نفس السياق بانّ هناك عجزا في ميزانية الدولة بقيمة 8 مليار دينار و ليس للحكومة الحالية خيار إلا التوجه إلى تقليص نفقات الدعم بطريقة مؤلمة لانّ الإقتصاد لا يرحم و الإصلاحات لا يمكن ان تتخذ بين عشية وضحاها بل على مدى طويل و عبر مراحل، معتبرا أنّ البلاد التونسية ستجد نفسها مكرهة على اتخاذ تلك الإصلاحات بطريقة مرهقة على الجميع.
 
للتعليق علي الموضوع




غرد لأصحابك في تويتر :)

شارك عبر جوجل بلس ;)


شير علي الفيس بوك ( )

علي تويتر
علي الفيس

تونس للصحافة و الاعلام كل الحقوق محفوظة لعام 2014