عاجل : المرزوقي يثير ضجة في جنيف

أكدّ رئيس الجمهورية المؤقت محمد المنصف المرزوقي اليوم الاثنين خلال كلمة ألقاها في إطار فعاليات الحوار رفيع المستوى الذي نظّمه مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان بجنيف أنّ تونس بخير، حيث غلبت فيها سُنة الحوار وأظهرت كل الأطراف السياسية الكثير من الحكمة والتعقل واستطعنا تكوين حكومة وفاق وطني لتنهي المرحلة الانتقالية بانتخابات ستكون دون شك حرة وشفافة قبل نهاية هذه السنة، كل هذا في ظل الدستور التوافقي الذي هو أولى انجازات الثورة وفق نصّ خطابه الذي نشر على الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية.
وأشاد المرزوقي بالدستور التونسي الجديد واصفا اياه بالمشبع بمبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان مضيفا أنّنا أردناه العقد السياسي والاجتماعي والأخلاقي لهذا الجيل وللأجيال المقبلة، الضامن للحريات الفردية والجماعية والمؤسس للآليات الضرورية لبناء دولة ديمقراطية حقيقية. ومذكرا بأنّه  وليد تضحيات توّجتها ثورة 17 ديسمبر 2010،تضحيات امتدت قرابة نصف قرن لعبت فيها حركة حقوق الإنسان دورا مشرّفا.
وتابع المرزوقي قائلا:"أمام هذه التحديات والصعوبات اختارت السلطة التي لي الشرف بتمثيلها أصعب الخيارات. نحن أكثر من أي وقت مضى متمسكون بحرية الرأي والتعبير ولن تثنينا عن هذا الخيار كل التجاوزات ودوافعها السياسية . لقد ردّدتُ أكثر من مرّة أن سلبيات الحرية أحسن ألف مرة من ''إيجابيات'' الحدّ منها والتضييق عليها. لذلك نحن لم نوقف صحيفة واحدة ولم نغلق تلفزيونا واحدا ولم نسجن صحفيا واحدا ولن نفعل شيئا من هذا. إننا نراهن على ذكاء شعبنا للتفريق بين الغثّ والسمين، كما نراهن على الإعلاميين المهنيين وعلى كل آليات إصلاح الخلل من داخل المنظومة الإعلامية نفسها."
وبخصوص التجاوزات التي تحصل من جهاز أمن استعاد عافيته وأصبح أمنا جمهوريا يحمي الشرعية،شدّد رئيس الجمهورية المؤقت على أنّنا نحن نفخر بانضباطه ومهنيته ونقدّر ما قدّم ويقدّم من تضحيات ومجهودات جبارة في محاربة الجريمة والإرهاب، لكنني قُلت وردّدت أن الدولة، حفاظا على شرف السلك وعلى وظيفتها ومثلها العليا، لن تسكت عن أي انتهاكات وأن الحرب ضدّ الإرهاب لن تكون تبريرا لعودة الأساليب البغيضة التي عانينا منها جميعا وفق تعبيره.
وأردف المرزوقي خطابه بالقول:"لقد أدنتُ وأُدين بمنتهى الشدّة أي إفراط في استعمال العنف والتعدي على كرامة أي مواطن حتى ولو تهجّم على أجهزة الأمن، فمسؤولية عقابه مسؤولية القضاء لا غير. هذه الرسالة سُمعت من الأغلبية الساحقة لكن أقلية ما زالت عاجزة عن التخلص من عاداتها القديمة المكتسبة تحت الدكتاتورية . لقد طالبت وسأطلب من مجالس التأديب التي لم تتوقف منذ الثورة الزيادة في وتيرة عملها لكي نتخلّص أكثر فأكثر من رواسب عهد نريد القطع معه ومع ممارساته المشينة نهائيا."
كما بينّ أنّ ما يجري في تونس منذ انطلاق الثورة التي فجّرت الربيع العربي تجربة تاريخية أخرى تحاول فيها مجموعة بشرية تلمّس طريقها نحو الاستقرار والازدهار وبناء مجتمع حرّ وتعددي ودولة ديمقراطية، وذلك عبر الحوار ولا شيء غير الحوار وقد اتضحت له عبثية العنف في السياسة مضيفا:" نحن نجرّب أيضا تعريب وأسلمة الديمقراطية مثلما نجرّب دمقرطة العروبة والإسلام السياسي. مثل هذه التجربة التي لها من الآن انعكاسات خارج حدودنا، ولو أن هذا لم يكن يوما هدفنا، أقول هذه التجربة التي لا زالت في بدايتها بحاجة لدعمكم، أي لنقدكم ونصائحكم وتجربتكم وتشجيعكم."

جدير بالاشارة أنّ رئيس الجمهورية المؤقت محمد المنصف المرزوقي التقى بالامين العام لمنظمة الامم المتحدة بان كي مون على هامش هذا الحدث العالمي الذي حضرته شخصيات دولية مرموقة.