مورو باستقلالية فكرية : آليت على نفسي أن لا أكون فارا يوم الزحف
في مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات
مورو باستقلالية فكرية : آليت على نفسي أن لا أكون فارا يوم الزحف
بقلم : عبدالعزيز السبيعي *
تلقيت دعوة من أستاذي الدكتور عبد الجليل التميمي لحضور سيمنار حول موضوع : " الثابت والمتغير في حركة النهضة " الموضوع أثار في نفسي حب الاطلاع لأنني في حقيقة الأمر الدعوات التي تصلني بانتظام من هذه المؤسسة الفكرية أختار مواكبتها بحسب أهمية موضوعها واهتماماتي والعلمية الأكاديمية .
تحدث الأستاذ مورو وكأنه لم يتحدث أبدا ، هذه الشخصية الفكرية و "الإختراقية " شخصية تستحق الإهتمام والمتابعة
مثل هذه الشخصية الفكرية التي أسست حركة النهضة التي تعتبر أكبر حركة سياسية اليوم وهي صاحبة الحكم اليوم لا يجب أن نتناول طرحه ونظرته وتحليله ومؤاخذاته للثابت والمتغير في حركته من خلال المفاهيم والمصطلحات والرؤى والتصورات والمقترحات التي أفصح عنها بشيء من صراحة وشجاعة المفكر وكذلك بصاحب الفكر المغامر ، قلت يجب أن لا نتناول كل هذا بتعجل من أمرنا وبتحليل منقوص يتأثر بالظاهر ولا يغوص في الباطن .ومن هذا المنطلق سأتناول " الثابت والمتغير "في شخصية الأستاذ مورو من خلال قراءة سوسيولوجية لذات هذا الرجل وعلاقتها بالعوامل المحيطة به ومدى إستعداد هذه الشخصية للتباعد أو التماهي مع المحيط السياسي والاجتماعي الذي يعيش فيه ؟
تجبر العوامل المحيطة بالذات على إتباع أنماط محددة من الشخصية تتمازج وتتماهي مع المحيط الاجتماعي ، ومن هنا ربما حمل "مورو" في حياته وفي علاقاته وفي تحركاته شخصية تعارضت مع ذاته في المحطات الفكرية والسياسية والاجتماعية التي عاشها ، ولكن حالما تجد الذات متنفسا ما تتخلص من نمط شخصيتها " الإكراهية " (وأعني التي وقع عليها الإكراه ) لتصبح إثر ذلك شخصية مختلفة تماما خارج المحيط التي تتحرك فيه أو حتى داخله خاصة عندما يتصالح الفرد مع ذاته بعيدا عن تأثيرات عوامل المحيط . إن إن تحول شخصية " مورو " بتأثير العوامل المحيطة والعوامل الذاتية احتاج منه إلى قرار ذاتيا يحجب من خلاله عوامل " الإكراه" أو عدم الاعتراف ... ويحمله إلى عوامل أخرى تنسجم مع الشخصية المفترضة مع عالمه الخاص أو مع عوامل ذاته الصرفة من دون عوامل المحيطة به ، لتكون بالتالي شخصية غير متأثرة بالعوامل التي ترافق حياته السياسية مثلا .
إن عزل "مورو " لتأثيرات عوامل الحركة التي أسسها عن شخصيته ليس بالأمر الهين والسهل ، ذلك أنه احتاج منه قرارا يرفض العوامل التي تريد التأثير فيه من خلال تغيير المكان مثلا والمكان هنا هو شكل من أشكال التواصل الفعال "communication interactive " والمكان هنا فضاء "التميمي" الذي يختلف عن محيطه الأول ، حيث تكلم مورو بكل أريحية وسط نخب مثقفة ذات اهتمامات مختلفة .
لاحظت أن شخصية مورو شخصية متأثرة بثنائية العوامل المحيطة به في حركته السياسية وعوامل الذات في زمن متغير بل سريع التبدل والتلون والتضارب أحيانا هذه الثائية من شأنها أن تؤثر بطريقة وأخرى في استقراره . ليس من السهل رصد التحولات النسبية لشخصية مورو زمنيا لكن هذه الشخصية أشعرتنا بذلك من خلال تغير مزاجه العام بين جانفي 2011 وتاريخ اليوم تحت تأثيرات مباشرة وأخرى غير مباشرة " فمورو تأثر مزاجه العام ولم تتأثر نمط شخصيته الظاهرية ، حيث تحسب " لمورو " قدرته على حجب الإنعكاسات الظاهرية للمؤثرات الخارجية المقربة منه على سلوكه ، فهو يفكر ، يلاحظ ، يتفاعل ، ويؤثر ، ويتأثر ، ويضحك ، ويبكي أيضا ، كل هذه المشاهد كانت حاضرة في فضاء التميمي .
لا ننكر أنه من الصعب معرفة شخصية واحدة المجتمع التونسي على نحو خاص إلا أني إعتمدت في هذه القراءة السوسيولوجية ل "مورو " على خلفية إرتباط هذا الأخير بثنائية عوامل المحيطة به وعوامل الذات الخاصة بالتحولات المتباينة التي يحملها .أجد نفسي وأنا أغوص في هذه الشخصية أتسائل هل من الممكن أن نتعبر شخصية " مورو " مستقرة تماما أو مستقرة إلى حد ما ؟ خاصة وأن هذه الشخصية خاضعة لعوامل متحولة في المحيط ولقراءات ورؤى تتقارب وتتباعد بين الحين والحين وخاضة أيضا للذات الخاصة بهذا الرجل ، مع خضوع هذه الثنائية إلى الزمن والمستقبل السياسي الذي ينتظره ومن هذه الفرضية فلا يمكن القطع نهائيا بأن " مورو" سيعرف الاستقرار على الأقل في هذه المرحلة بالذات وهي يعيش هذه الحالة الشخصية .
كثر الجدل حول مدى صدق مورو وهل أخطأ أو أصاب في حمله وطرحه لمنهج جديد ورؤى جديدة أقل ما يقال عنها إختراقية فكرية إستشرافية "مغامرتية " وبغض النظر عن قصر أو سداد نظره حول ماهية الأشياء التي تناولها فإن هذا لا يعني أن " مورو "انصاع لقيم " أسلمة "المجتمع التونسي أو "عقلنته " أو "علمانيته" إنما يؤمن هذا الرجل بتباين مستوى الوعي مع تغير الزمان والمكان ، فالوعي الذاتي عند هذا الرجل أرى أنه اكتسبه خلال الارتقاء بثقافته ومعرفته إلى القيم العامة التي لا بد أن تغرس في المجتمع عبر التربية وهو أمر في غاية الأهمية لا بد أن نتفطن إليه في إصلاحاتنا المستقبلية في منظومة التربية والتعليم .إن " مورو " وهو يتكلم و يحلل يفهم منه أنه كلما تمادى الواحد منا في ارتكابه لسلوكيات خاطئة ودافع وتبنى تقديرات وحسابات هشة ، وأخذته العزة بالنفس ولم يصححها تصبح مع الزمن علة لا يمكن علاجها ومن هنا نلاحظ أن ذات "مورو " بصدد تحمل أعباء الأخطاء من هذا الطرف أو ذاك وهو في الأخير من سيدفع النصيب الأكبر ويدمع فيما بعده المجتمع ككل الأضرار الجانبية الأخرى .من هذا المنطلق لا يوجد سلوكا خاطئا أو صائبا معزولا تماما عن المجتمع طالما أن الفرد منا يعدي كائنا اجتماعيا يؤثر في محيطه ويتأثر به .
لاحظت وأنا أتابع الأستاذ مورو بل شعرت أن حزن هذا الرجل حزنا داخليا ينم عن عدم الرضا على الذات لوجود منغصات في حياته اليومية تثقل ذاته بالألم . هذه الحالة الحزينة تعد بمثابة عقابا لهذا الرجل فرضه العقل اللاواعي على العقل الواعي لعجزه التكيف مع المحيط الذي يحاول أن ينشط فيه ، فمورو يحاول البحث عن صدقية ما يحمله في هذا المجتمع باختلاف تياراته وإيديولوجياته ..فيعجز عقله الواعي عن الإجابة هي صفة من صفات العالم المفكر ، فتحدث حينئذ الهوة بينها وبين محيطه ثم تنتقل العدوى إلى مجتمعه لعدم قدرة ذات الرجل الرجل قبول شروط هذه المقاربة الصعبة . صحيح أن العوامل الخارجية في المحيط والعوامل الداخلية في الذات غير ثابتة ، وكذلك مزاج الفرد منا وسلوكه صحة عدم ثباته في كل الأوقات ، وهذا لا يتناقض مع استقرار الرجل في حياته الاجتماعية لأن آلية الضبط والتحكم هي التي توثر في تأثيرات العوامل المختلفة علينا
أردتها قراءة لشخصية فكرية لا تصنف ضمن الشخصيات العادية قراءة ليست ربما ككل القراءات في هذا الشخص إن وجدت ولكنها محاولة للتمحيص في جوانب أخرى لشخصيات ربما بتمعنها وفهمها نوفر لأنفسنا عناء السطحية في تناول التحليل والتدقيق واتخاذ المواقف والقرارات في موضوعات أخرى تكون أكثر وزنا وربما أكثر خطورة على مستقبل بأكمله وأحسب أنني اخترت العنوان المناسب لهذه المقال بعد التمعن في هذه القراءة .
*باحث في علم الاجتماع وناشط جمعياتي
بقلم : عبدالعزيز السبيعي *
تلقيت دعوة من أستاذي الدكتور عبد الجليل التميمي لحضور سيمنار حول موضوع : " الثابت والمتغير في حركة النهضة " الموضوع أثار في نفسي حب الاطلاع لأنني في حقيقة الأمر الدعوات التي تصلني بانتظام من هذه المؤسسة الفكرية أختار مواكبتها بحسب أهمية موضوعها واهتماماتي والعلمية الأكاديمية .
تحدث الأستاذ مورو وكأنه لم يتحدث أبدا ، هذه الشخصية الفكرية و "الإختراقية " شخصية تستحق الإهتمام والمتابعة
مثل هذه الشخصية الفكرية التي أسست حركة النهضة التي تعتبر أكبر حركة سياسية اليوم وهي صاحبة الحكم اليوم لا يجب أن نتناول طرحه ونظرته وتحليله ومؤاخذاته للثابت والمتغير في حركته من خلال المفاهيم والمصطلحات والرؤى والتصورات والمقترحات التي أفصح عنها بشيء من صراحة وشجاعة المفكر وكذلك بصاحب الفكر المغامر ، قلت يجب أن لا نتناول كل هذا بتعجل من أمرنا وبتحليل منقوص يتأثر بالظاهر ولا يغوص في الباطن .ومن هذا المنطلق سأتناول " الثابت والمتغير "في شخصية الأستاذ مورو من خلال قراءة سوسيولوجية لذات هذا الرجل وعلاقتها بالعوامل المحيطة به ومدى إستعداد هذه الشخصية للتباعد أو التماهي مع المحيط السياسي والاجتماعي الذي يعيش فيه ؟
تجبر العوامل المحيطة بالذات على إتباع أنماط محددة من الشخصية تتمازج وتتماهي مع المحيط الاجتماعي ، ومن هنا ربما حمل "مورو" في حياته وفي علاقاته وفي تحركاته شخصية تعارضت مع ذاته في المحطات الفكرية والسياسية والاجتماعية التي عاشها ، ولكن حالما تجد الذات متنفسا ما تتخلص من نمط شخصيتها " الإكراهية " (وأعني التي وقع عليها الإكراه ) لتصبح إثر ذلك شخصية مختلفة تماما خارج المحيط التي تتحرك فيه أو حتى داخله خاصة عندما يتصالح الفرد مع ذاته بعيدا عن تأثيرات عوامل المحيط . إن إن تحول شخصية " مورو " بتأثير العوامل المحيطة والعوامل الذاتية احتاج منه إلى قرار ذاتيا يحجب من خلاله عوامل " الإكراه" أو عدم الاعتراف ... ويحمله إلى عوامل أخرى تنسجم مع الشخصية المفترضة مع عالمه الخاص أو مع عوامل ذاته الصرفة من دون عوامل المحيطة به ، لتكون بالتالي شخصية غير متأثرة بالعوامل التي ترافق حياته السياسية مثلا .
إن عزل "مورو " لتأثيرات عوامل الحركة التي أسسها عن شخصيته ليس بالأمر الهين والسهل ، ذلك أنه احتاج منه قرارا يرفض العوامل التي تريد التأثير فيه من خلال تغيير المكان مثلا والمكان هنا هو شكل من أشكال التواصل الفعال "communication interactive " والمكان هنا فضاء "التميمي" الذي يختلف عن محيطه الأول ، حيث تكلم مورو بكل أريحية وسط نخب مثقفة ذات اهتمامات مختلفة .
لاحظت أن شخصية مورو شخصية متأثرة بثنائية العوامل المحيطة به في حركته السياسية وعوامل الذات في زمن متغير بل سريع التبدل والتلون والتضارب أحيانا هذه الثائية من شأنها أن تؤثر بطريقة وأخرى في استقراره . ليس من السهل رصد التحولات النسبية لشخصية مورو زمنيا لكن هذه الشخصية أشعرتنا بذلك من خلال تغير مزاجه العام بين جانفي 2011 وتاريخ اليوم تحت تأثيرات مباشرة وأخرى غير مباشرة " فمورو تأثر مزاجه العام ولم تتأثر نمط شخصيته الظاهرية ، حيث تحسب " لمورو " قدرته على حجب الإنعكاسات الظاهرية للمؤثرات الخارجية المقربة منه على سلوكه ، فهو يفكر ، يلاحظ ، يتفاعل ، ويؤثر ، ويتأثر ، ويضحك ، ويبكي أيضا ، كل هذه المشاهد كانت حاضرة في فضاء التميمي .
لا ننكر أنه من الصعب معرفة شخصية واحدة المجتمع التونسي على نحو خاص إلا أني إعتمدت في هذه القراءة السوسيولوجية ل "مورو " على خلفية إرتباط هذا الأخير بثنائية عوامل المحيطة به وعوامل الذات الخاصة بالتحولات المتباينة التي يحملها .أجد نفسي وأنا أغوص في هذه الشخصية أتسائل هل من الممكن أن نتعبر شخصية " مورو " مستقرة تماما أو مستقرة إلى حد ما ؟ خاصة وأن هذه الشخصية خاضعة لعوامل متحولة في المحيط ولقراءات ورؤى تتقارب وتتباعد بين الحين والحين وخاضة أيضا للذات الخاصة بهذا الرجل ، مع خضوع هذه الثنائية إلى الزمن والمستقبل السياسي الذي ينتظره ومن هذه الفرضية فلا يمكن القطع نهائيا بأن " مورو" سيعرف الاستقرار على الأقل في هذه المرحلة بالذات وهي يعيش هذه الحالة الشخصية .
كثر الجدل حول مدى صدق مورو وهل أخطأ أو أصاب في حمله وطرحه لمنهج جديد ورؤى جديدة أقل ما يقال عنها إختراقية فكرية إستشرافية "مغامرتية " وبغض النظر عن قصر أو سداد نظره حول ماهية الأشياء التي تناولها فإن هذا لا يعني أن " مورو "انصاع لقيم " أسلمة "المجتمع التونسي أو "عقلنته " أو "علمانيته" إنما يؤمن هذا الرجل بتباين مستوى الوعي مع تغير الزمان والمكان ، فالوعي الذاتي عند هذا الرجل أرى أنه اكتسبه خلال الارتقاء بثقافته ومعرفته إلى القيم العامة التي لا بد أن تغرس في المجتمع عبر التربية وهو أمر في غاية الأهمية لا بد أن نتفطن إليه في إصلاحاتنا المستقبلية في منظومة التربية والتعليم .إن " مورو " وهو يتكلم و يحلل يفهم منه أنه كلما تمادى الواحد منا في ارتكابه لسلوكيات خاطئة ودافع وتبنى تقديرات وحسابات هشة ، وأخذته العزة بالنفس ولم يصححها تصبح مع الزمن علة لا يمكن علاجها ومن هنا نلاحظ أن ذات "مورو " بصدد تحمل أعباء الأخطاء من هذا الطرف أو ذاك وهو في الأخير من سيدفع النصيب الأكبر ويدمع فيما بعده المجتمع ككل الأضرار الجانبية الأخرى .من هذا المنطلق لا يوجد سلوكا خاطئا أو صائبا معزولا تماما عن المجتمع طالما أن الفرد منا يعدي كائنا اجتماعيا يؤثر في محيطه ويتأثر به .
لاحظت وأنا أتابع الأستاذ مورو بل شعرت أن حزن هذا الرجل حزنا داخليا ينم عن عدم الرضا على الذات لوجود منغصات في حياته اليومية تثقل ذاته بالألم . هذه الحالة الحزينة تعد بمثابة عقابا لهذا الرجل فرضه العقل اللاواعي على العقل الواعي لعجزه التكيف مع المحيط الذي يحاول أن ينشط فيه ، فمورو يحاول البحث عن صدقية ما يحمله في هذا المجتمع باختلاف تياراته وإيديولوجياته ..فيعجز عقله الواعي عن الإجابة هي صفة من صفات العالم المفكر ، فتحدث حينئذ الهوة بينها وبين محيطه ثم تنتقل العدوى إلى مجتمعه لعدم قدرة ذات الرجل الرجل قبول شروط هذه المقاربة الصعبة . صحيح أن العوامل الخارجية في المحيط والعوامل الداخلية في الذات غير ثابتة ، وكذلك مزاج الفرد منا وسلوكه صحة عدم ثباته في كل الأوقات ، وهذا لا يتناقض مع استقرار الرجل في حياته الاجتماعية لأن آلية الضبط والتحكم هي التي توثر في تأثيرات العوامل المختلفة علينا
أردتها قراءة لشخصية فكرية لا تصنف ضمن الشخصيات العادية قراءة ليست ربما ككل القراءات في هذا الشخص إن وجدت ولكنها محاولة للتمحيص في جوانب أخرى لشخصيات ربما بتمعنها وفهمها نوفر لأنفسنا عناء السطحية في تناول التحليل والتدقيق واتخاذ المواقف والقرارات في موضوعات أخرى تكون أكثر وزنا وربما أكثر خطورة على مستقبل بأكمله وأحسب أنني اخترت العنوان المناسب لهذه المقال بعد التمعن في هذه القراءة .
*باحث في علم الاجتماع وناشط جمعياتي
غرد لأصحابك في تويتر :) غرد
شارك عبر جوجل بلس ;)
شير علي الفيس بوك ( )
Follow @tunimedia