كيف وصل السيسي الى الرئاسة

كان ظهور عبد الفتاح السيسي على الساحة السياسية المصرية مفاجئا للكثيرين فالرجل كان يشغل منصبا حساسا يحتم على صاحبه الابتعاد عن كل ظهور علني، وهو منصب مدير المخابرات الحربية..
السيسي من مواليد العام 1954 محافظة المنوفية وتخرج من الكلية الحربية في مصر العام 1977 وأكمل تعليمه العسكري في بريطانيا والولايات المتحدة حيث حصل على درجة الماجستبر من كلية القادة والأركان البريطانية العام 1992 وزمالة كلية الحرب العليا الأمريكية العام 2006.
بدأ خدمته العسكرية في سلاح المشاة وترقى في المناصب حتى وصل لرئاسة المنطقة الشمالية العسكرية، ورئيسا للمخابرات العسكرية ثم أخيرا وزيرا للدفاع في 2012. كما شغل منصب الملحق العسكري بسفارة مصر في المملكة العربية السعودية. وحصل على العديد من الأوسمة والأنواط العسكرية كنوط الخدمة الممتازة العام 2007. وميدالية  العام 2012 وأخيرا نوط الواجب العسكري من الطبقة الأولى العام 2012.
منذ تاريخ تعيينه وزيرا للدفاع بدأ نجم السيسي في الصعود والبزوغ، فالرجل وصل للمنصب الجديد على حساب رؤسائه القدامى، المشير طنطاوي والفريق سامي عنان، اللذين أطاح بهم الرئيس الإسلامي محمد مرسي في أعقاب حادث قتل جنود مصريين في مدينة رفح الحدودية مع قطاع غزة. وهو ما ساعد على انتشار الشائعات بشأن توجهاته السياسية وانتمائه لجماعة “الإخوان المسلمون”. وهي شائعات نفاها بشدة الجيش المصري متعللا بالحيادية السياسية الكاملة لكافة قادة أفرع القوات المسلحة. بيد أن الصورة التي انتشرت عن السيسي حينذاك هي صورة المصري البسيط المتدين بطبيعته تدينا سهلا سلسا بعيدا عن التشدد أو التطرف. ووصفته جريدة “الشرق الأوسط” بالرجل الهادئ والمعتدل دينيا والمحب للقراءة والشعر العربي القديم والصحف المصرية والأجنبية.
ارتقاء السيسي سلم السياسة المصرية كان سريعا بشكل لا سابق له. فمع تململ المجتمع المصري بعد عدة أشهر من اعتلاء الرئيس الإسلامي محمد مرسي سدة الحكم وازدياد الأزمات المجتمعية الخانقة وبداية ظهور حالة من الفوضى في المجتمع والصراع بين العلمانيين والإسلاميين الذي تحول لصراع دموي، خرج السيسي ممثلا للمؤسسة العسكرية ذات التاريخ العريق والشعبية الكبيرة ليلعب دور الوسيط بين أطراف اللعبة السياسية، انتقل بعدها إلى دور المهدد الملوح بالعصا لمن لا يريد الانصياع لصوت العقل من القوى السياسية متعللا بأن هذا الصراع سيؤدي إلى تفكك الدولة ومؤسساتها.
.
وفي ظل موجة من الإرهاب تضرب مصر، ظهر عبد الفتاح السيسي مخلصا منتظرا لمصر من أزماتها رغم تقرير لمنظمة “العفو الدولية” المعنون “خارطة الطريق إلى القمع: لانهاية تلوح في الأفق لانتهاكات حقوق الإنسان”. والذي يؤكد وصول العنف في مصر لدرجة غير مسبوقة في تلك الفترة الانتقالية. وفتح له الاستفتاء الأخير على الدستور الجديد الباب واسعا للترشح لانتخابات الرئاسة ومنصب الرئيس الذي لطالما أعلن مرارا وتكرارا زهده فيه واستغناءه عنه لكنه عاد ليؤكد أنه سيكون في خدمة الشعب إذا طلب منه الترشح للرئاسة وإذا لم يكن ثمة بديل عنه.
ونهاية جاء بيان المجلس العسكري للقوات المسلحة داعيا السيسي للترشح للرئاسة واعتباره واجبا يجب عليه تنفيذه، كمؤشر أخير على أن هذا الرجل الذي ظل وقتا طويلا في الظل قد خرج إلى دائرة الأضواء وسيظل لوقت طويل محتلا البقعة الأكثر إضاءة منها.
وأخيرا ترشح عبد الفتاح السيسي للانتخابات الرئاسية وسط دعم عربي من دول الخليج، السعودية والإمارات والبحرين، ولم ينافسه فيها غير السياسي  حمدين صباحي وقاطعتها جماعة الإخوان المسلمين، إلا أن نسبة الاقتراع فيها جاءت قرابة 47 بالمئة حققت له فوزا بنسبة 96 بالمائة مقابل 3 بالمئة فقط من الأصوات لمنافسه حسب النتائج الأولية المعلنة. ليصبح بذلك السيسي ثاني رئيس منتخب في خلال ثلاث سنوات فقط من بعد ثورة 25 يناير التي أسقطت الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك.
 
للتعليق علي الموضوع




غرد لأصحابك في تويتر :)

شارك عبر جوجل بلس ;)


شير علي الفيس بوك ( )

علي تويتر
علي الفيس

تونس للصحافة و الاعلام كل الحقوق محفوظة لعام 2014