قيس سعيد: هذا موقفي من آمال كربول..

اعتبر المحلّل السياسي وأستاذ القانون الدستوري قيس سعيّد في تصريح لحقائق أون لاين أنّه من العيب اختزال قضية الشعب التونسي في شخص وزيرة السياحة آمال كربول التي لادخل لها في ملف دخول السياح الاسرائيليين إلى تونس باعتبار أنّ المسألة برمتّها متعلقة بالسياسة العامة للدولة وللحكومة.
واستغرب تراجع نواب التأسيسي عن تمرير لائحة سحب الثقة ضد طرف في السلطة التنفيذية وعرضها على التصويت وذلك للمرّة الثالثة منذ انبعاث المجلس ، مؤكدا أنّ ذلك يعدّ انحرافا بالنصوص القانونية وتلاعبا بمشاعر التونسيين وبمواقفهم المبدئية التي تمّ تحويلها إلى حملات انتخابية سابقة لأوانها.
وشدّد قيس سعيّد على أنّ الجدل الدائر حول موضوع التطبيع مع الكيان الصهيوني مرتبط بموقف مبدئي يتمثل في تمكين اليهود من أداء شعائرهم الدينية عبر منحهم تصريحا خاصا للوصول إلى معبد الغريبة بجربة موضحا أنّه ضدّ كلّ من يخالف هذا الاستثناء.
وتابع قائلا:" لكن إذا تعلّق الأمر بالسياحة وليس بحق ممارسة الشعائر الدينية لليهود وفقا لرخصة استثنائية دأبت عليها الدولة التونسية منذ عديد السنوات فلا أهلا ولا سهلا بهم".
ودعا محدثنا كلّ مساندي فكرة السماح للاسرائيليين بزيارة تونس للسياحة إلى استحضار صور هدم بيوت الفلسطينيين وقصف المخيمات وتشريد المواطنين والأطفال الأبرياء و العزل حتّى يراجعوا قناعاتهم المتناقضة مع القيم المبدئية للشعب التونسي المناصر لقضايا الأمّة، وفق تعبيره.
 و عزا الانقسام الحاصل في صلب الشارع التونسي والرأي العام بين مؤيد ومناوئ لوزيرة السياحة إلى محاولة صرف الانظار عن القضايا الرئيسية والشعارات التي قامت من أجلها الثورة من قبيل الكرامة الوطنية ، منتقدا في ذات الوقت تعاطي الاعلام مع هذه المناكفات والمماحكات.
وحول الصراعات المعلنة والخفية داخل وزارة الداخلية،قال سعيّد إنّه قد بات من الواضح وجود انقسام صلب هذه المؤسسة بالنظر إلى المواقف المختلفة من كلا الوزيرين لطفي بن جدو ورضا صفر اللذين يتمتع كلّ واحد منهما بدعم سياسي ونقابي.
على صعيد آخر، بيّن أنّ المشهد السياسي الحالي طغت عليه الحسابات الانتخابية مشدّدا على أنّ مشروعية المجلس الوطني التأسيسي كانت مهتزة من قبل انبعاثه بالنظر إلى القانون الانتخابي السابق والمناخ العام للانتخابات الفارطة.
وختم حديثه بالتأكيد على أنّ القانون الانتخابي الجديد لن يغيّر الكثير في موازين القوى الحالية حيث سينحصر التنافس بين قطبين كبيرين تقودهما حركة النهضة وحلفاؤها من جهة وحركة نداء تونس ومن لفّ لفّها من جهة ثانية، متوقعا أنّ يضطرّ كلا الطرفين إلى تكوين حكومة ائتلافية في صورة شبيهة بلقاء رواد الفضاء السوفيات والامريكيين سنة 1975 ابان الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي.
 
للتعليق علي الموضوع




غرد لأصحابك في تويتر :)

شارك عبر جوجل بلس ;)


شير علي الفيس بوك ( )

علي تويتر
علي الفيس

تونس للصحافة و الاعلام كل الحقوق محفوظة لعام 2014