لماذا فاز أردوغان؟



شكلت الانتخابات البلدية الأخيرة رهانا تاريخيا لحزب العدالة و التنمية و لزعيمه أردوغان بعد معركة كسر العظم بينه و بين حليف الأمس فتح الله غولن و جماعته... معركة بدا أن المعارضة التركية بقطبيها التقليدين حزب الشعب الجمهوري و القوميون مستفيدين من التسريبات التى اعتقد كثيرون بأنها "قاتلة" و تضرب مصداقية حزب العدالة فى الصمييم خصوصا ازاء المظلة الدينية و القيمية التى استضل بها طوال سنين حكمه...

انتخابات بلدية معيارها الأساسي عادة الخدمات التى يمكن للحزب تقديمها للناخب.. ولكن هاته المرة اختفى تقريبا -أو كاد - كل حديث عن خدمات بلدية خلال الحملات الانتخابية المحمومة و بدا أن لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ... معركة أردوغان مع خصومه... كان ظل فتح الله غولن يخيم على كل القرارات و التصريحات الاردوغانية النارية حتى غدى "الفتى الشجاع" "الترجمة العربية لاسم أردوغان" غير عابئ بخصومه السياسيين بقدر اهتمامه بمعركته "بساكن بنسلفانيا الامريكية".


المعركة تجاوزت حدود تركيا لتشمل أعداء أردوغان و حلفاؤه حيث لا يخفى انخراط الرجل فى لعبة التحالفات الاقليمية لأسباب ايديولوجية و استراتيجية معلومة للجميع...
انتصار الرجل اعتبره البعض انتصارا لحليف الثورات العربية و عاملا للحفاظ على التوازنات الاقليمية و سندا لقوى الاسلام السياسي فى كل المنطقة.

أردوغان شخصية كارزماتية طاغية الحضور حتى بدى للملاحظ أنه أقوى من حزبه...و يتساءل البعض ان كان حزب العدالة سيصمد أمام الزلزال الأخير فى غياب الرجل.

لماذا انتصر أردوغان.. اذا؟
حاولت أن أتابع مؤخرا اجابات محللين أتراك من مشارب مختلفة لأرصد بعض الاجابات:
- البعض يرى أن الاستقطاب فى تركيا خدم حزب العدالة الذى انتهج خطابا يرضي العدد الأكبر من الأتراك و يعزف على وترالثنائيات "السنية - العلوية" و "التركية الكردية" عكس غريمه حزب الشعب الذى بدا غير مكترث بحكم ايديلوجيته العلمانية بتلك الثنائيات..

- الطفرة الاقتصادية التى حققتها تركيا فى عهد حزب العدالة أكسبته ثقة جزء كبير من الأتراك اضافة الى الدوائر المالية و الاقتصادية .. حيث شهدت البورصة التركية مثلا نموا كبيرا بعد اعلان النتائج قدر بـ 2%... مما يعكس اطمئنان دوائر المال لفوز الحزب..

- شخصية أردوغان الكارزماتية أثرت كثيرا فى الناخبين الأتراك عكس الشخصيات القيادية فى الأحزاب المنافسة التى افتقدت روح الزعامة و الاقناع حتى لدى قواعد أحزابهم..وصل الأمر بالناخب التركي الى قبول حتى "فساد حكومي" شبه مؤكد و تبنى نظرة أردوغان للموضوع باعتباره حربا غير شريفة ضده و ضد هيبة الدولة التركية...

الموضوع قد يحتاج الى اثراء و تفصيل..من الأعضاء الكرام... دمتم بخير
.
للتعليق علي الموضوع




غرد لأصحابك في تويتر :)

شارك عبر جوجل بلس ;)


شير علي الفيس بوك ( )

علي تويتر
علي الفيس

تونس للصحافة و الاعلام كل الحقوق محفوظة لعام 2014