كيف استثمرت الإمارات زيارة مهدي جمعة

في إطار تناولها لزيارة رئيس الحكومة التونسيّة مهدي جمعة إلى الإمارات العربيّة المتحدة تطرّقت الصحف هناك إلى العديد من المسائل التي تمرّ بها تونس، وأكّدت جميعها على أنّ دولة الإمارات وبتوصيات من قياداتها الحكيمة عازمة على مساعدة تونس للخروج من النفق المظلم الذي وقعت فيه، وتعرّضت إلى العديد من تصريحات السّادة أصحاب السمو الذي أسِفوا لما وصل إليه الوضع في تونس وعبّروا عن وقوفهم معها، وكان محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أكّد وقوف دولة الإمارات العربيّة المتحدة رئيساً وحكومة وشعباً إلى جانب الشعب التونسي الشقيق ومساعدته للخروج من نفق اللااستقرار الأمني.
بعض الصحف تعرّضت إلى سجن خميس الماجري وملابسات إيقافه، وأكّدت أنّه يجاهر بعدم احترامه واعترافه بالديمقراطيّة. ومن حديثها عن المواجهات مع التيار السلفي الذي أكّدت أنّها انطلقت بعد رحيل الرئيس السابق، عرجت بعض الصحف هناك على وزيرة السياحة وبدون استعمال أدوات الربط ولا مراعاة تسلسل الخبر علقت على تصريح كربول ” قالت وزيرة السياحة آمال كربول، أمس، إنها تأمل في استقطاب آلاف اليهود إلى احتفال يقيمه اليهود سنوياً بكنيس “الغريبة” بجزيرة جربة السياحية، وأعربت عن ترحيب بلادها بالسياح “الإسرائيليين” في حال استيفاء إجراءات الدخول إلى البلاد وجاءت تصريحات الوزيرة، في مقابلة مع وسائل إعلام دوليّة، بعد أيام قليلة من منع السلطات التونسية سياحاً “إسرائيليين” كانوا على متن باخرة سياحية من الدخول لتونس” .
الرسائل التي أراد الإعلام الإماراتي إيصالها للداخل أولا وللجوار ثانيا تحتوي على ثلاثة مفاصل أساسيّة أولها أنّ تونس الثورة لم تنفعها ثورتها وقدمت إلى الإمارات كي تساعدها بعد أن أنهكتها هذه الثورة التي وصفها بعض حكامهم بالعبثيّة، أمّا المفصل الثاني فسعت لإبراز تونس كأرض مواجهة مفتوحة يسيطر العنف والاقتتال على أهمّ ملامحها، واختارت أن تمرّر في محورها الثالث، التدني الذي وصلت إليه تونس بعد الثورة حيث أصبحت وزيرة سياحتها تستجدي الإسرائيليّين لزيارة تونس”.
نجح حكام الإمارات في تمرير رسائلهم بسهولة تامّة، وأكّدوا لشعبهم وشعوب المنطقة خطورة مثل هذه المغامرات التي قد تنقلهم من الجنّة إلى النّار وفق وصفهم، كما نجحوا في تقديم أمرائهم كحكماء يحاولون إصلاح ما أفسده الشعب التونسي المتهور الذي زعزع استقراره بيده ، ثم نجحت فيما أكّده بعض أمرائهم من أنّ الإمارات دأبت على تضميد جراح الأشقاء.
المشكلة أنّ السّيد مهدي جمعة ومن رافقه لم يتحدّثوا عن مكاسبهم الماديّة ولا محصلة رحلتهم، والخوف كل الخوف من أن يعود الرجل بيد فارغة والأخرى لا شيء فيها، مصيبة أن يكون الرجل أعطى ماء وجوهنا ولم يأخذ إلا السراب.
للتعليق علي الموضوع




غرد لأصحابك في تويتر :)

شارك عبر جوجل بلس ;)


شير علي الفيس بوك ( )

علي تويتر
علي الفيس

تونس للصحافة و الاعلام كل الحقوق محفوظة لعام 2014