ردّا على عدنان المنصر:التاريخ اختار رموزه و لا مكان للمتسلقين

ردّا على عدنان المنصر:التاريخ اختار رموزه و لا مكان للمتسلقين-بقلم محجوب النصيبي سيدي بوزيد

ما اتاه السيد عدنان منصر يفضح حقيقة الكهنوت السياسي الاصلاحي الذي يحكم تونس و يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان ما نبهنا  اليه من استمرار النظام الاستبدادي الجهوي الانتهازي  في تونس و تضحيته بواجهته المتمثلة في بن علي و الطرابلسية في مقابل بقائه متحكما في دواليب الدولة و تفكيك قوى الثورة و تجزئتها و تقسيمها حتى يتسنى له الافلات من الحساب السيد عدنان منصر تجرّا على البوعزيزي و ادعى انه اسطورة زائفة وهو بذلك يؤكد ان ما حدث منذ تهريب بن علي كل المسار انما هو زيف وخداع للشعب فما بني على الزيف لا ينتج الا الزيف و التزييف...عدنان منصر يجهل  ان اللحظة الحقيقية الوحيدة هي البوعزيزي و ما ارتبط به من حراك و ان وصوله الى قصر قرطاج كان بسبب خديعة اكتوبرية لم يصغ   المناضلون الاجتماعيون قانونها و شروطها...لؤلؤة الثورة البوعزيزي رمز 17  ديسمبر و ان لم يشارك فيها في شخصه فانه كان روح الثورة...الروح التي افتقدتها البلاد منذ تم تحويل مطالب 17 ديسمبر الى مطلبية سياسية  تستهدف ابعاد وجوه ملّها الشعب و تعويضها بمنافسيهم من نفس الطينة كانوا يصارعون بن علي لادخال بعض الاصلاحات مقابل الصمت على جوره...كانوا يطلبون عفوا تشريعيا عاما و تعددية سياسية و تداولا سلميا على السلطة وهو ما تحقق...عدنان منصر لازال يعيش في تلك اللحظة و لازال في ذلك الموضع هو ومن لف لفّه عدنان منصر يجهل ان   كل سيدي بوزيد عائلة البوعزيزي و أن كل المناطق المحرومة هي عائلة البوعزيزي و ان كل الذين يصارعون سطوة رأس المال و جبروت التحالف السياسي المالي هم اهلع  في كل العالم ...في سيدي بوزيد وفي  المناطق الداخلية الف بوعزيزي بل الالاف منه عانوا البطالة و الحرمان و التحقير و التهميش ولا زالوا يعانون ...منصر ليس له ان يحقر البوعزيزي و عليه ان يسكت كما كان يوم 17 ديسمبر و قبل ان يكون أحد "الديقاجيين" ذات الروح الغريبة عن 17 ديسمبر
 البوعزيزي كان ظالما؟؟؟ و  عائلته اصبحت مكروهة؟؟؟  ليس  ظالما من يدافع عن حقه و ان بغى ليس ظالما من دافع عن حياته و ان قتل و سفك الدماء ...ليس  ظالما من كان فقيرا و رفع السيف في وجه الدمى... من  يفتك حقه المغتصب لا يمكن ان  يكون ظالما  ...منصر في تصريحه المهزلة لم يقر فقط  بجهله للوقائع التي سبقت احراق البوعزيزي لنفسه بل اقر بجهله بالواقع الذي يعيشه ابناء المناطق المحرومة و المهمشة على كل التراب التونسي ...منصر ليس الا ترجمة لعقلية الحكام الجدد التي لا تختلف عن سابقه الا في امر الواقع الذي فرض عليها في تعددية صورية تفتقد للارادة و الشجاعة ...كل الذين يشكلون المشهد السياسي اليوم رضوا من ثورة بسقف دون سقف 17 ديسمبر ..و الحملة الشرسة التي تعرضت لها عائلة البوعزيزي  لتشويه صورتها و التي تصدى لها المناضلون في حينها تكشف الحقد على منطقة سلب حقها في التنمية لنصف قرن و يراد اليوم سلبها رمزية اكتسبتها و اسبقيتها في التمرد المتواصل على نظام التبعية و العمالة  و لعل منصر وهو المشهود له بالاقتدار في التاريخ المعاصر نسي ا ناول انتفاضة كانت في جانفي 1990 و بن علي لازال بكسوة العرس و كانت في سيدي بوزيد في 24 جانفي ...كان على هذا  المنصر ان يلزم حده و ان يدير لسانه في حلقه قبل ان يتقيّء سموم حقده  واليوم  يعتذر لكل اهالي سيدي بوزيد و لعائلة البوعزيزي بل و لكل احرار العالم فثورة الحرية و الكرامة كان شعارها "يسقط نظام السابع فاشي و عميل و تابع"قبل ان يختصر في "ديقاج" وما يحمله من معاني و عليه أن  يعلم ان لا هو ولا كل من اختار نهجه في ضرب رمزية الشهيد البوعزيزي يمكن ان يغير حقيقة ان الثورة كانت لتجسيد ارادة الشعب في ادارة عملية انهاء النظام القديم و ان ما اتاه عمل مشين لن ينقص من لؤلؤة الثورة شيئا و محاولة عدنان المنصر بناء صورة على حساب البوعزيزي لن تنجح و فتح مداخل في الصحف العربية للبروز  لن يكون مصيرها الا الفشل ...و القادم من الايام ستثبت ان التاريخ اختار رموزه و لا مكان للمتسلقين
 كل اهالي سيدي بوزيد و كل المناطق المحرومة هم البوعزيزي و ليس هناك من حل الا سترداد استقلالية القرار الوطني و سيادة تونس على مقدراتها و خيراتها.ساعتها ستكون تونس للتونسيين .و لن يكون لمن يتهكم على 17 ديسمبر مكان.
 

للتعليق علي الموضوع




غرد لأصحابك في تويتر :)

شارك عبر جوجل بلس ;)


شير علي الفيس بوك ( )

علي تويتر
علي الفيس

تونس للصحافة و الاعلام كل الحقوق محفوظة لعام 2014