حين يفكك نظام قديم القوى المطالبة باسقاطه_ بقلم محجوب النصيبي سيدي بوزيد
تونس بين :تغيير يحافظ على النظام او الانتقال الى نظام اسوء
حين يفكك نظام قديم القوى المطالبة باسقاطه_ بقلم محجوب النصيبي سيدي بوزيد
معارك
كثيرة هامشية تجري اليوم في تونس عن قصد ودراية وتدبير محكم تستهدف ابعاد
المواطن التونسي عن المعركة الحقيقية التي يجب ان يخوضها..معارك كثيرة
تعتمد فيها احدث اساليب حروب الوكالة -ما يسميه الغرب «الجيل الرابع من
الحروب غير المتماثلة» ومهمتها صرف ابناء البلد عن الدفاع عن المجتمع
وتحويل ثورة 17 ديسمبر الى شعارات يتبرّك بها ليستباح باسمها وتذرّعا بها
كل شبكات الحماية الاجتماعية وتدمّر بحجة التصدي للثورة المضادة منظومات
الدفاع التي اوجدها المجتمع زمن الاستبداد(نقابية /دينية/مدنية/قومية/
يسارية/رابطات..) واخرمعاقلها تشكيلات وتوصيفات اجتماعية مختلفة ومتباينة
تتفاوت في التطرّف والانفتاح والتشدد والتسامح ... وباتت الاستعانة بالقوة
الناعمة الخيارالاستراتيجي لتغذية كل انواع الارهاب الفكري والدموي تفاديا
لامكانية قيام احتجاجات شعبية معارضة وتنفيذا لأجندا تخفية بطريقة سلسة
وبمباركة الأطراف المستهدفة. والغاية الكبري إلى الدولة المستهدَفة
وإنهاكها وإرغامها على تنفيذ إرادة أعدائها
ولقد نجح المتربصون في
حصر حروب الوكالة في ارهابين ظاهرين للعيان تهتز لهما مشاعر المواطن و
تستجيب لهولهما شرطيا فتثور و تغضب حد المعاقبة و الاقصاء لمشاهد الدم
المسفوح هنا و هناك و تحنق حد الابعاد من اية إمكانية للتواصل مع الاخر
لسماع التهجمات و القذف و القدح و التشويه و التكفير و التخوين فلا ترى
بذلك الإرهاب الحقيقي الذي فجّر كل هذه الأوضاع وهو الإرهاب الاقتصادي الذي
مورس منذ تم التخلي عن اشكال التبعية التقليدية(الاستعمار عبر الاحتلال
الميداني) لصالح شكل جديد من التبعية اشد قسوة و اكثر فتكا وهو تفكيك كل
معالم التنمية و فصل مساراتها لتركيز التبعية الاقتصادية(الوكيل)و تحويلها
الى إرهاب اقتصادي مادي و معنوي انتقل من محاولة السيطرة على مجالي
الإنتاج و التوزيع و جعلهما حكرا على طبقة استفادت من تحالف القيمة
الاسمية(أصحاب المناصب و الوظائف المهمة في دولة الاستقلال المنحة الى
اليوم والمفتقرة الى المال )مع كبار الملاك و الأثرياء(المستفيدون من
الاحتلال الفرنسي المباشر و العائلات المالكة التي استفادت من عملها خدما
لدى باي تونس) و استدامة الوضع لصالحه الى الإرهاب الدموي و التصفية
الجسدية قتلا و تمثيلا في محاولة لزرع الرعب و الخوف بين التونسيين
خلال
المرحلة التي تلت تهريب بن علي و حتى استقدام السبسي كانت قوى المجتمع من
شارك منهم في الحراك الديسمبري و من لم يشارك من رفع حجرا ومن استظل بشجر
من كان خائفا ومن تقدم فاتحا صدره للرصاص من كان متابعا مراقبا و لزم
الحياد مرغما او مختارا ومن كان مدافعا مندفعا كلهم دون استثناء كانوا في
نفس المعركة قوى ضغط اجتماعي ثوري ضد نظام قديم تطلب رأسه في توحّد عجيب
يخفي في اعماقه مآرب مختلفة .وبتعيين السبسي بعد ان اخرج من تاريخ بعيد لا
يمت ل17 ديسمبر بصلة أصبح الصراع يدور علنا بين قوى يسندها الزخم الشعبي
في الشوارع الهادرة " وبين اللائذين بتلابيب "المحامي العجوز" الذي عايش
فترة الاستعمار و الحقبة البورقيبية فالنوفمبرية..ومع تواصل الاحتجاجات
بنفس القوة و نفس الحماسة و نفس الاداء الذي كانت عليه منذ 17 ديسمبر
استحدث النظام القديم عبر امتدادته في كل اجهزة الدولة اسلوب مواجهة جديد
لايقاف هذا الزخم الشعبي و استغل دعوة النخب التي تلقفها الشعب الى الغاء
الدستور و انتخاب مجلس تأسيسي فورّط الشعب في انتخابات مجلس تأسيسي صاغ هو
شروطها و حدد الياتها و ضمن بذلك "هدنة انتخابية" ليعيد ترتيب اوراقه
لم
تكن قوى النظام القديم تنتظر اكثر من ذلك فهي لن تسعى للانقلاب و استعادة
الدفة فموازين القوى ليست في صالحها وهي اذ تفعل ذلك انما تحفر قبرها
نهائيا و تستعجل نهاياتها خاصة و ان ثورة 17 ديسمبر قد خالفت كل التوقعات و
لم تسع الى تصفية رموز الفساد و الاستبداد دمويا. وهي اذ تفكر في تغيير
النظام الى ما يضمن مصالحها تضمن :
1) ربح بعض الوقت حتى تدرس جيد مداخل تأمين سيطرتها على الثروة و الثورة
2) دراسة للقوى الثورية توفّر لها امكانية تحديد الصديق و اختيار العدو
3) استعادة توازن بعض النافذين ممن هزّهم الغضب الشعبي و ارعبهم فلازموا جحورهم خشية الانتقام
و
لقد نجحت في ذلك بل انها نجحت في تقسيم قوى الزخم الشعبي و تفتيتهم موهمة
الفائزين بانتخابات 23 اكتوبر انها تسلّموا السلطة و انه ومنذ الصعود الى
سدة الحكم انتهت حقبة الاستبداد و بدأ عصر الديمقراطية كما نجحت في التغطية
عن مراكز القوة التي لازالت ترسم السياسات و تحدد العلاقات الاقتصادية
للبلاد داخليا و خارجيا فلم يتم التطرق الى مسألة الثروة و حق تقرير المصير
في كيفية استغلالها و توزيعها كما نجحت في التعمية على سوس الفساد الذي
ينخر الادارات والوزارات و الدواوين و الولايات و المعتمديات و البلديات
من صفقات مشبوهة و معاملات فاسدة استغلت الثغرات القانونية و فساد بعض
النفوس في القضاء و المحاماة هذه النجاحات لم تكن هي الاهم و الاغلى
فنجاحها الأكبر و الاعظم فكان استدراج جزء من قوى الزخم الشعبي الى نقطة
ثالثة مكشوفة للعيان يترصدها الجميع و يوجه اليها سهامه انها نقطة دائرة
الحكم او هكذا خيّل لمن ظنوا انفسهم حكاما جدد لتونس
نجح النظام القديم في تقسيم قوى الزخم الشعبي الى قسمين رئيسيين
أ)
قسم المجلسيين او كما يحلو لهم تسميتهم حكومة و معارضة و أحزابا شاركت
صادقة في انتخابات 23 اكتوبر و ربما تفطنت الى اللعبة و لكنها لم تجد الا
ذلك الحل الى حين و هذا الشق ضم من بين من ضم المناضلين الاجتماعيين ممن
قيدتهم الحزبية و جعلتهم اسرى لها فاذا مصلحة الحزب و تحالفاته و مستقبله
أهم من استكمال المسار الثوري مما افقد الشارع زخمه و كلنا يتذكر الحملة
المحمومة و التي لا تزال تتوصل على الاحزاب و الاتهامات التي توجه اليها
بانها تستهدف السلطة ؟؟وهي حقيقة و لكن تقدم مغموسة بالهرسلة
ب) قسم
القوى الراديكالية الجذرية التي تطالب بالاجهاز تماما على النظام وهي قوى
صادقة جدا و تمثل ما يجب ان يكون عليه الامر لكن تم عزلها اذ هي لم تكن من
قيادات الصف الاول و لم تكن من الوجوه التي سوّقت اعلاميا خلال الاشهر
السابقة للانتخابات كما انها و في ظل موازين القوى الدولية و المحلية تمثل
مستحيلا ثوريا
ومنذ تلك اللحظة اصبح "القدر المحتوم" لتونس يقوم على
معادلة قوى نظام قديم تتمترس وراء ما استحدثته من واجهات جديدة في مواجهة
افراد من المناضلين الاجتماعيين والقوى الراديكالية
و اصبح الامر
الذي سعى اليه النظام القديم امرا واقعا اصبح نظاما قديما مستحدثا استعاض
عن قارورة الخمر بمسبحة و سجادة و لتكتمل فصول المسرحية كان لابد من
استعادة زمام الامر فوجود "المجلسيين" و تصويرهم على اساس انهم حكومة و
معارضة(معارضة لا تمثل الشعب لانها لا تعبر عنهم الا بالقدر الذي يسمح لها
بالتفاوض على الحكم) يسمح بتوجيه النظر الى الحكم ومؤسساته و التصرفات
التي يقوم بها و بفضل قوة اعلامية لاتزال بين ايديهم و بفضل "رجال برره"
نافذين تم اتلاف كل توجه للمطالب الديسمبرية و الاجتماعية منها و
الاقتصادية ليتم تحويلها الى مطلبية مهنية قطاعية و اصبح امر الشد و الجذب
بين المستحدث على رأس نظام قديم و بين الشعب بمختلف شرائحه و فئاته و رغم
الاصوات التي ترتفع من هنا وهناك كاشفة لذلك فان الاعلام نجح في تصوير
المعركة بين الاسلاميين و بين بقية الشعب لم ينتبه الكثير الى ان المعركة
ليست مع الاسلاميين كاسلاميين ولا مع اليساركيساريين ولا مع القوميين
كقوميين بل انها معركة مع اليات حكم و فلسفة حكم و "تنيمط اجتماعي" تم
تركيزه على مدى نصف قرن و المؤسف ان النخب المتعلمة سارت في ركاب الحرب
الوهمية على الاسلاميين و تخلت عن المعركة المركزية وهي مواجهة الفساد و
الفاسدين و التأسيس لفلسفة و نظام حكم جديدين و انشاء بناء مجتمعي يؤمن
وجوده و يضمن حماية اسسه من أي تخريب ...لقد نجح الجزء الثاني من مخطط
النظام القديم :بعد التغيير الى نظام يحفظهم جاء الدور على اسقاط هذا
النظام القديم المستحدث بتحويله الى نظام اشد سوءا من السابق حتى اصبح من
التونسيين من يتحسر على ايام بن علي؟؟؟
و لاستكمال هذه الخطوة تم
تفريغ كل انشطة الدولة و التزاماتها و مسؤولياتها من محتواها ثم تسليمها
الى المجلسيين فكانت المواجهات و كان الاغتيال الاول و الثاني و كانت احداث
الشعانبي و قبلاط و سيدي علي بنعون لفاعل مجهول تصريحا معلوم تلميحا
لا
احد يمكنه ان ينكر ان الفاعل الجديد متمثلا في نظام مجلسي تقوده النهضة لم
يرتكب اخطاء بل انه كان خير خلف لاسوء سلف و في معركة الحكم سقطت كل
الاقنعة و لم يعد المطلوب تحقيق مطالب 17 ديسمبر بل كانت الاولوية تأمين
الحكم و الكرسي و مد "القنوات" للنفاذ الى المراكز المؤثرة في الدولة و
التحكم بالعصب الناظم للحكم فكانت العلاقات الخارجية و الاتصالات و
الزيارات و التواصل مع السفارات داخليا و خارجيا اضعاف الجلسات التي عقدوها
مع التونسيين و كانت السفرات الى الدول الشقيقة و الاجنبية جواز سفر للحكم
فهل بهذا تؤسس دولة جديدة تقطع مع الحكم الاستبدادي؟؟؟وهل بهذا تؤمن مصالح
الشعب ولو على حساب مصالح الشقيق و الصديق؟؟؟
هذا السلوك السياسي لم يقتصر على حزب او مجموعة دون اخرى و هذ الرصد يكشف عدد من الزيارات
5 جويلية 2013 فرنسوا هولاند يلتقي الباجي قائد السبسي
5 جويلية 2013
فرنسوا هولاند يلتقي حمة الهمامي
5 جويلية 2013 فرنسوا هولاند يلتقي أحمد
ابراهيم
5 جويلية 2013 فرنسوا هولاند يلتقي أحمد نجيب الشابي
12 اوت 2013 الباجي قائد السبسي يلتقي السفير الامريكي
يوم الخميس
15-8-2013 وداد بوشماوي تجري مقابلة مع وزير الخارجية الالماني " غيدو
فسترفيله "
20 أوت 2013 الامين العام لحزب المؤتمر يلتقي سفير الروسي
«الكسندر شاين »
20 اوت 2013 الامين العام لحزب المؤتمر يلتقي السفير
الايطالي « رايموندو دي كاردونا»
23 اوت 2013 السفير البريطاني في تونس
« هاميش لوويل » يلتقي رئيس الحكومة المؤقتة « علي العريض »
23 أوت 2013
السفير البريطاني يلتقي رئيس حركة النهضة « راشد الغنوشي
26 أوت
2013-رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الإثنين يستقبل السفير البريطاني
الجديد بتونس
27 اوت 2013حمة الهمامي يلتقي سفير الجزائر
يوم 27-8-2013 لقاء وفد من الجبهة الشعبية بالسفير الامريكي جاكوب ولاس .
يوم 29-8-2013م الغنوشي و السبسي في سهرة ثنائية في منزل احد المقربين من
نداء تونس
23 سبتمبر
2013 الباجي قلئد السبسي يلتقي وزيرة الخارجية الايطالية بمقر اقامة السفير
4 سبتمبر 2013- رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغوشي يجتمع بسفير ألمانيا
بتونس السيد يانس بلوتنر، بحضور كل من الشيخ عبد الفتاح مورو نائب رئيس
حركة النهضة وحمادي الجبالي الأمين العام وفتحي العيادي رئيس مجلس
يوم 4-9-2013السفير الفرنسي يلتقي حسين العباسي بمقر المنظمة الشغيلة
يوم 4-9-2013م حزب المؤتمر استقبل سفير ايران
يوم 4-9-2013م حزب المؤتمر
استقبل سفير بريطانيا يوم 4-9-2013م حزب المؤتمر استقبل سفير الهند
10سبتمبر 2013 لقاء الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة برئيس حزب حركة
النهضة راشد الغنوشي
11 سبتمبر 2013 لقاء الرئيس الجزائري عبد العزيز
بوتفليقة برئيس حزب نداء تونس الباجي قائدالسبسي
12 سبتمبر 2013 الباجي
قائد السبسي يلتقي مساعد وزير الخارجية البريطاني "اليستار بيرست"
13
سبتمبر 2013 رئيس الحركة النهضة راشد الغنوشي يستقبل فرنسوا غويات سفير
فرنسابتونس بالمقر المركزي يوم 15-8-2013م الغنوشي مع السبسي في العاصمة
الفرنسية باريس و بعدها في الجزائر
يوم 17-9-2013 حمة الهمامي ورياض بن
فضل وزياد لخضر يجتمعون مع وفد من الاتحاد الاوروبي يتقدمهم " برنندينو
ليوني
يوم 24-9-2013 حمة الهمامي يلتقي بالباجي السبسي
يوم 28-9-2013م
لقاء حمة الهمامي بالسفير الامريكي بمقر السفارة الامريكية
يوم 1-10-2013م لقاء حمة الهمامي وعضو مجلس الامناء رياض فضل بسفير
بريطانيا " هاميش كاوول " ومساعدته " فيونا رمناي "
الثلاثاء 29
أكتوبر2013 بن جعفر يلتقي السفير الامريكي بمقر المجلس؟؟؟
16 ديسمبر 2013 السفير الأمريكي بتونس يلتقي الغنوشي
16 ديسمبر 2013
السفير الامريكي يلتقي الباجي قائد السبسي
18 ديسمبر 2013 لقاء الغنوشي و
السبسي في السفارة القطرية على هامش العيد القطري
20 ديسمبر 2013 ويليام
روبوك، مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون المغرب العربي يلتقي الغنوشي
20 ديسمبر 2013 ويليام روبوك، مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون المغرب
العربي يلتقي بن جعفر
وبعد كل هذه اللقاتءات كان موضوعها الوحيد كما اعلن السفير الفرنسي او
الالماني " هذه الاتصالات تندرج في اطار اللقاءات التي يجريها السفير
الفرنسي بتونس مع جميع القوى السياسية والاجتماعية والمجتمع المدني " ماذا
حصل بعد كل هذه الاجتماعات ؟
المتتبع لكل هذه التحركات يلحظ انها
قد الغت مطلبا شعبيا ثوريا لا تنازل عنه وهو القطع مع النظام السابق رموزا و
شخوصا بادعاء المصلحة العامة ...و لم يعد مطلب انهاء الاستبداد كمنظومة
متكاملة بل اقتصر الامر على تدخل جراحي لازالة الزوائد الدودية و بعض
الاورام التي لا يمكن تغطيتها ومن ثمة استكمال مسار الاصلاح الهيكلي و كل
البرامج التي صيغت لتونس في اطار التقسيم العالمي لمجالات النفوذ
غرد لأصحابك في تويتر :) غرد
شارك عبر جوجل بلس ;)
شير علي الفيس بوك ( )
Follow @tunimedia
