التهديدات الإرهابية في تونس تخيم بظلالها على ليلة رأس السنة الميلادية

على الرغم من التحذيرات التي أطلقتها وزارة الداخلية من احتمال حدوث عمليات إرهابية خلال احتفالات رأس السنة الميلادية، واصل المواطنون استعدادهم لهذا الموعد الاحتفالي.
وفي هذا السياق قدمت الفنادق عروضا ترويجية خاصة بهذه المناسبة، فيما امتلأت شوارع العاصمة بالملصقات الإعلانية تحمل صور فنانين أجانب وتونسيين سيحيون حفلات يوم 31 ديسمبر.
وكان وزير الداخلية لطفي بن جدو قد حذر يوم 4 ديسمبر الماضي من احتمال حدوث عمليات إرهابية بمناسبة رأس السنة الميلادية.
وبعد أسبوع من ذلك صرح المتحدث باسم وزارة الدفاع العقيد توفيق الرحموني إن القوات المسلحة التونسية "تتعامل بجدية مع الكم الضخم من المعلومات التي ترد إليها عن تهديدات إرهابية محتملة قد تتعرض لها البلاد خلال الاحتفالات بليلة رأس السنة الميلادية".
وتشمل الأهداف المحتملة للمجموعات الإرهابية المقاصد السياحية الرئيسية مثل جزيرة جربة والحمامات وسوسة، وفقا لما أفادته جريدة آخر خبر يوم 11 ديسمبر.
ويوم 5 ديسمبر اعتقلت أجهزة الأمن ستة عناصر تنتمي لشبكة إرهابية كانت تخطط للقيام بهجوم انتحاري مماثل لهجوم سوسة الذي وقع يوم 30 أكتوبر، بحسب تصريح المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية محمد علي العروي.
ووفقا للعروي ف "إن مجموعة إرهابية تنشط في درنة الليبية جندت انتحاريين من الشباب لتنفيذ عمليات في تونس" لكن أجهزة الأمن التونسية ألقت القبض على المكلفين بالتجنيد قبل تنفيذ مخططاتهم.
وقد تلجأ المنظمة الإرهابية التونسية التي تسمى أنصار الشريعة ، التي ارتبطت بقتل جنود في جبل الشعانبي واغتيال السياسيين المعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي والهجوم على السفارة الأمريكية في العاصمة التونسية، إلى استخدام النساء في العمليات الانتحارية يوم 31 ديسمبر، بحسب ما أوردته جريدة الصريح .
في المقابل يرفض العاملون في القطاع السياحي أن تقوض مثل هذه الأحاديث خططهم للمضي قدما في تنفيذ خططهم المرتبطة بهذا الموسم المربح دائما.
يقول مختار بنور المتخصص بالترويج في أحد المنتجعات السياحية إن "التهديدات لم تغير أي شيء في برامج عملنا".
وأضاف قائلا "الحجوزات بلغت أوجها بالنظر إلى أن الاسعار المعروضة مغرية بالنسبة للسواح المحليين بعد أن تقلص عدد السياح الاجانب".
من جهتها قالت فدوى العباسي، وهي مسؤولة تسويق بأحد الفنادق إن الأجانب لا يزالون يفدون إلى تونس.
وقالت في لقاء مع مغاربية "عدد كبير من السياح الفرنسيين من الذين تعودوا على قضاء أعياد الميلاد في مدينة سوسة أصروا على عدم تغيير عاداتهم".
وأضافت قائلة "علمت من بعض الزملاء في القطاع أن فنادق ومطاعم مدينة سوسة محجوزة بالكامل وأن الزبائن من جميع الجنسيات بالاضافة إلى الزبائن المحليين سيجلسون جنبا الى جنب سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين ليتقاسموا فرحة عيد الميلاد".
وتعتبر مريم اللافي، وهي موظفة في إحدى المؤسسات الخاصة، من بين التونسيين الذي يرفضون ترك الإرهابيين إخماد روح الاحتفالات.
وقالت في هذا الصدد "علينا أن نتحداهم وألا نخضع لإرادتهم. فهم يريدون زرع الخوف فينا، ومن أجل ذلك قررت أنا وعائلتي وعدد من الاصدقاء أن نبالغ هذا العام في الاحتفال شماتة في هؤلاء حتى يعلموا أن الارهاب لا مكان له في تونس".
لكن شهاب لحمر، وهو أحد سكان العاصمة التونسية، قال إنه قرر ألا يغامر هذه المرة " فعندما يتحدث وزير الداخلية عن التهديدات، فهذا يجعلها ليست مجرد إشاعة. وأنا أرفض أن أدفع بعائلتي إلى مغامرة محفوفة بالمخاطر".
لكن وفقا لوزير السياحة جمال قمرة فإن تصريحات بن جدو "لا تعني وجود تهديدات مباشرة".
وقال جمال قمرة في حديث لإذاعة شمس إف إم يوم 21 ديسمبر "لقد أراد فقط توعية الشعب من أجل أن يتحلى بمزيد من اليقضة".
للتعليق علي الموضوع




غرد لأصحابك في تويتر :)

شارك عبر جوجل بلس ;)


شير علي الفيس بوك ( )

علي تويتر
علي الفيس

تونس للصحافة و الاعلام كل الحقوق محفوظة لعام 2014