قاعدة أمريكية و مكتب عبري في تونس .. الغنوشي وعد

نقلت جريدة الفجر الجزائرية عن مجلة " مغرب كونفيدونسيال " أ أن نقاشا حادا يجري حاليا في البيت الأبيض والكونغرس حول طبيعة المسار الذي ينبغي أن تنتهجه الإدارة الأمريكية مع تطورات الوضع في تونس، خاصة بعد تنحية الرئيس المصري المعزول محمد مرسي من الحكم .

و قالت " مغرب كونفيدونسيال" أن الولايات المتحدة كانت قد أسرفت في دعمها لحركة النهضة في تونس عبر تجنيد خبراء أمريكيين في مجال الاتصال السياسي والتنظيم حتى تتمكن حركة النهضة من الفوز في انتخابات المجلس التأسيسي، بتمويل قطري، سخي، مكّن حركة النهضة من الفوز لتسيطر في ما بعد على كل دواليب الدولة بعد أن روجت لها وسائل الإعلام الأمريكية على أنها حركة إسلامية مدنية معتدلة خلال زيارة حمادي الجبالي للولايات المتحدة الأمريكية في ماي 2012 و الذي كان بدعوة من أعضاء نافذين في الكونغرس كجون كيري و جو ليبرمان ..

قاعدة أمريكية
و بعد عرض لمظاهر الود النهضوية الأمريكية عبر سلسلة لقاءات بين نهضويين و أمريكان و التي نُشرت خلالها صورة المعانقة الشهيرة لحمادي الجبالي و جون ما كين الشهيرة التي أثارت حفيظة الٍرأي العام في تونس، تواصل المجلة " ومع تردي الأوضاع الأمنية وانفلات الأمور بليبيا، عقب التدخل العسكري للناتو الذي أدى إلى الإطاحة بالعقيد القذافي، ودخول الميليشيات الليبية المسلحة طرابلس، اقترح السيناتور جون ماكين، على الرئيس أوباما الاستثمار فعليا في علاقات واشنطن الجيدة مع حركة النهضة في تونس، وإنشاء قاعدة عسكرية للرصد والمراقبة في الجنوب الغربي لتونس، لمراقبة الوضع في ليبيا، على أن تتوسع علاقات التعاون والتنسيق الامني والعسكري مع تونس، لتتحول لاحقا الى مركز القيادة المركزية لقوة “الافريكوم” بشمال إفريقيا، بعد رفض الجزائر.

مكتب عبري في تونس

إضافة إلى عرض تحسين العلاقات التونسية مع الدولة العبرية و هو ما برز محليا في معارضة النهضة في إدراج بند يُجرّم التطبيع مع الكيان الصهيوني ، لتذهب المجلة إلى أبعد من ذلك و تكشف وعد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي لجون ماكين بفتح مكتب اسرائيلي في تونس بعد تصريح الغنوشي الشهير" لا مشكلة لحركة النهضة مع اسرائيل و هو التصريح الذي أقام الدنيا و لم يقعدها في الشارع التونسي .و أتى ذلك إثر تلميحات أمريكية خلال زيارات النهضويين المتعددة إلى الولايات المتحدة بضرورة تحسين العلاقات مع الكيان الإسرائيلي و وضع تونس في أولى مراتب الدول المنتظر دعمها ماليا.

و قالت المجلة أن حادثة السفارة الأمريكية كانت بمثابة الصدمة للإدارة الأمريكية و باراك أوباما الذين عولا على "مدنية" حركة النهضة بعد أن هاجم تنظيم أنصار الشريعة المصالح الديبلوماسية الأمريكية في تونس بحماية من النهضة و تحت مرأى و مسمع من الحكومة النهضوية و أجهزتها الأمنية "الأمر الذي دفع بالخارجية الأمريكية إلى إصدار أمر لجميع مواطنيها بمغادرة تونس “فورا”، ما يعني بلغة دبلوماسية أن أمريكا لم تعد تثق بحكومة النهضة المتهمة بجزء من المسؤولية في الهجوم الذي شن على مصالحها الدبلوماسية" حسب تعبير مغرب كونفيدونسيال.

و تنهي المجلة تحقيقها بأن التقارير المخابراتية للدول الحليفة للولايات المتحدة أثبتت لها أن الحزب الإسلامي غير مؤتمن الجانب خاصة بعلاقته و حمايته للتنظيمات الإسلامية المتشددة.